فتنه غفل عنها الكثير

فتنة غفل عنها كثير من الناس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

قال تعالى : {يوم يأتي بعض آيات ربك لاينفع نفسا إيمانها...}سورة الأنعام الأية 158

أما بعد فلا عجب إن قلت : إن الحديث عن الدجال : وتتبع أثاره من الموضوعات الشائكة الأخادة.التي ولا غرابة إن قلت إن الكتب التي ذكر فيها الدجا ل،قد استفحلت،وبلغت الأفاق ودلفت إلى حقيقة مثيرة،تبهر لها العقول وتتشوف إليها الرقاب وترهف إليها المسامع وترنو إليها العيون غير أنها تميزت وتشابهت في عدم الإحاطة،وطرق دروب الدجال المهمة الخفية التي لا يعلمها كثير من الناس.

قال القاضي عياض – بعد ذكره أحاديث الدجال – {في هذه الأحاديث حجة لأهل السنة في صحة وجود الدجال وأنه شخص يبتلي الله به العباد،ويقدره على أشياء، كإحياء الميت الذي يقتله،وظهور الخصب والأنهار،والجنة والنار،واتباع كنوز الأرض له ...،وكل ذلك بمشيئة الله،ثم يعجزه الله فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ثم يبطل أمره ويقتله عيسى ابن مريم عليه السلام.

وقال القرطبي : {الإيمان بالدجال وخروجه حق،وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وعامة أهل الفقه والحديث خلافا لمن أنكر أمره من الخوارج وبعض المعتزلة ...} وواجب على كل مسلم أن يخبر بخطورة الدجال قدر ما استطاع خاصة الأهل والأقارب.

قاتل العلامة السفارني :{ينبغي لكل عالم أن يبث أحاديث الدجال بين الولدان والنساء والرجال}وما ذلك إلا لخطورة الدجال وعظم حدثه وكثرة فتنته التي بلغت حدا لا يتصوره العقل،فإنها تذهب بالعقل وتأخذ الفؤاذ.

إن الدجال مقدمة الساعة،وراياتها التي تلوح في الأفق معلنة الحرب،وجاءت أحاديث كثيرة عن النبي(ص) توضح علامات الساعة الكبرى ومن بينها خروج الدجال،ومن هذه الأحاديث :روى مسلم وغيره من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري قال :{اطلع علينا النبي ونحن نتذاكر ،فقال ما تذاكرون ؟ قلنا نذكر الساعة يا رسول الله،قال : {إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشرة آيات،فذكر :الدخان

والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.}

وروى مسلم أيضا من حديث أبي هريرة أن النبي (ص) قال :ثلاثة إذا خرجنا لم ينفع نفسا إيمانها،لم تكن آمنت من قبل أو كتمت في إيمانها خيرا الدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها .

ماذا قبل ظهور الدجال ؟

متى يظهر الدجال ؟

أين يظهر الدجال ؟

ما سبب خروج الدجال ؟

ما خوارق الدجال ؟

الدجال كأنك تراه؟

ماذا قبل ظهور الدجال ؟

ما السبيل إلى النجاة ؟

- قبل الدجال :ينسى الناس ذكره،ولا يتكلم الأئمة ،والخطباء عنه على المنابر

روى أحمد في مسنده من حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله (ص) يقول :{لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره،وحتى تترك الأئمة ذكره في المنابر}

- قبل الدجال : ظهور الإختلاف والفرقة بين الناس،فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : قال سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق(ص) يقول يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف بين الناس وفرقة.

{رواه البزار}

- قبل الدجال : ثلاث سنوات شداد،ففي حديث أبي أمامة الباهيلي عن النبي (ص) قال : {قبل خروج الدجال ثلاث سنوات،

يصيب الناس فيها جوع شديد، يأمر الله السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها،ويأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها .ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها .ويأمر الارض فتحبس ثلثي نباتها. ثم يأمر الله السماء في السنة الثالثة مطرها كله فلا تقطر قطرة .ويأمر الارض فتحبس نباثهل كله فلا تنبث خضراء. فلا تبقى ذات ظلف الا هلكت الا ماشاء الله).رواه ابن ماجة.

ماطعام المؤمنين في زمان الدجال؟

روت أم المؤمنين عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر جهدا بين الدجال فقالوا :أي المال خير يومئذ ؟قالغلام شديد يسقي أهله الماء .وأما الطعام فليس.قالوا فما طعام المؤمنين ؟قال التسبيح والتكبير و التهليل )أي:سبحان الله .و الله أكبر. و لا اله الا الله. رواه أحمد في المسند

متى يظهر الدجال؟ -يظهر الدجال بعد معركة قسطنطينية (اسطنبول حاليا)التي تكون بين الروم ( أوربا وأمريكا ) وبين المسلمين وبعد أن ينتصر المسلمون و يقتسمون الغنائم ،اذا بالدجال قد خرج .

روى أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك وغيرهما أن الحبيب النبي (ص) قال : ( خروج الملحمة ،فتح القسطنطينية ،و فتح القسطنطينية خروج الدجال)

-أين يظهر الدجال؟: تخبرنا الاحاديث الصحيحة أن خروج الدجال يكون من يهودية أصبهان التابعة لخرسان ،وهي بالقرب من الحدود الروسية الايرانية في يومنا هذا .يقول رسول الله (ص) يخرج الدجال من قبل المشرق )وخرسان من بلاد المشرق

-وعن أبي بكر الصديق أن رسول الله (ص) قالإن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان يتبعه قوم وجوههم المجان المطرقة ) المجان جمع مجن وهو الترس .والمطرقة أي التراس .(حديث صحيح رواه الترمذي و غبره)

-سبب خروج الدجال ؟يقول رسول الله (ص) .(إن أول مايبعثه على الناس غضبة يغضبها ).حديث صحيح رواه مسلم.

ولا تعجب إن قلت لك أن سبب هذه الغضبة النساء،يقول (ص) (أول من يتبعه النساء فيؤذونه ،فيرجع غضبان حتى ينزل الخندق).رواه الطبراني في الاوسط.

-خوارق الدجال ؟ يبعث مع الدجال شياطين تؤيده،وتنصره،وتفتن الناس،يقول (ص)(يبعث الله معه شياطين تكلم الناس).رواه أحمد في المسند.

ومن خطورة فتنة الدجال أنه يبرئ الاكمه و الابرص ويحيي الموتى ومع الدجال أيضا نار و جنة ، فجنته نار وناره جنة ،واستمع لحديث الصادق المصدوق (ص) كما روى مسلم أن النبي (ص) قال (أنا أعلم بما مع الدجال من الدجال نفسه ، معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض ، والاخر رأي العين ،نار تأجج ، فإما أدركن أحد فليأت الذي يراه نارا و ليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد).رواه مسلم في كتاب الفتن.

-الدجال كأنك تراه؟: لقد وصف النبي (ص)الدجال وصفا دقيقا كأنك تراه :فوصفه النبي (ص) بأنه قطط ( شديد جعودةالشعر) ،كثير الشعر ،كأن رأسه غصنة شجرة ،أقمر أهجان(أي شديد البياض)، أعور ،مطموس العين ، كأنها عنبة طافية، و عينه كزجاجة خضراء، أبلى الجبهة ، عريض المنخر ، جسيم( كبير الجسم) قصير ، أحمر، أفحج ( أي متباعد بين رجليه)يهودي،عقيم لا يولد له.

وعن عبادة ابن الصامت-رضي الله عنه –أن رسول الله (ص) قال : (إني قد حدثكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا ،إن المسيح الدجال رجل قصير ، أفحج ،جعد ، أعور، مطموس العين ، ليس بناتئة ولا حجراء ، فإن ألبس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ).رواه أبو داوود في السنن.

وبين النبي (ص) اه مكتوب بين عينيه كافر لا يقرأها إلا مؤمن وإن كان أميا ، وهذا ماتبث عن أنس (رضي الله عنه ) أن النبي (ص) قال : (مابعث نبي إلا أنظر أمته الاعور الكذاب ، ألا إنه أعور، و إن ربكم ليس بأعور ، و إن بين عينيه مكتوب كافر ).رواه البخاري و مسلم.

-ما السبيل الى النجاة ؟ تحقيق الايمان و المبادرة بالاعمال الصالحة

فأنا يا أخي لا أجد لنفسي ولك طريقة تنجو منها من فتنة الدجال إلا بتحقيق الايمان للكبير المتعال و التوبة و الاوبة الرجوع الى دين الله عز وجل وترك المعاصي .وفي هذا يروي أبو هريرة –رضي الله عنه- أن النبي (ص) قال : ( بادروا بالاعمال ستا : -طلوع الشمس من مغربها أو الدخان ، أو الدجال ، أو الدابة ، أو خاصة أحدكم ، أو أمر العامة ) قال قتادة : أمر العامة أي أمر الساعة .(رواه مسلم في أشراط الساعة و ابن ماجة في كتاب الفتن والبغوي في شرح السنة و أحمد في المسند)

-السبيل الثاني : حفظ آيات من سورةى الكهف وفي هذا يروي أبي الدرداء-رضي الله عنه- قال (ص) ( من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال ) وفي لفظ لابي الدرداء مرفوعا ( من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم.

-السبيل الثالث : السفر الى مكة و المدينة : لماذا ؟

لانهما محرمتان عن الدجال أن يدخلهما بدليل حديث رسول الله (ص) حاكيا عن الدجال ( و إني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج فأسير في الارض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة و طيبة (المدينة) فهما محرمتان علي كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيديه سيفا صلتا (يعني مسلولا ) يصدني عنها وإن كل نقب منها ملائكة يحرسونها ).رواه مسلم

نفعني الله و إياكم بما سمعتم و أعاذنا الله

» هذه قصه الفتاه التى تحدث عنها الشيخ:على بن محمد الغامدى
» اسبانيه تشرح معنى كلمه (الله)بعد ان عجز عنها العرب