سوسو
عدد المساهمات : 481 التميز : 5 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: سوره البقره وانتقال القياده الخميس يناير 07, 2010 11:34 am | |
| سورة البقرة وانتقال القيادة [size=16] [size=21]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين لكل سورة في القرآن موضوع خاص تتحدث عنه وتجليه بوضوح تام ، ويظل هذا الموضوع هو الخط الرئيسي في ملامح هذه السورة عند التنقل بين آياتها.
وسورة البقرة تتحدث عن انتقال قيادة البشرية من بني إسرائيل إلى أمة الإسلام وتسرد الأسباب التي أدت إلى هذا الانتقال بذكر مساوئ بني إسرائيل ومفاسدهم التي حرفتهم عن المنهج الرباني الذي ارتضاه الله للبشرية ، ثم تبين السورة انتقال قيادة البشرية إلى أمة جديدة هي أمة الإسلام التي استودعها الله هذه الأمانة ،وتمضى السورة لتبين لنا ملامح هذه الأمة الجديدة ،وتشرع للمجتمع المسلم الناشئ ما يكفل له القيام بدوره المنوط به وهو هداية البشرية والشهادة عليها
وتبدأ السورة المباركة في ذكر أصناف الناس المكونين للمجتمع المسلم وهم المؤمنون الذين وصفهم الله في ثلاث آيات والكافرون والذين وصفهم الله في آيتين والمنافقون والذين ذكرهم الله في ثلاثة عشر آية لخطورتهم على المجتمع المسلم
ثم بدأت السورة في ذكر أصل الصراع بين الحق والباطل وبين أصحاب المنهج الرباني والمنهج الشيطاني والذي يبدأ من أول الخليقة منذ خلق الله آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وما كان من أمر الشيطان وعصيانه لرب العزة سبحانه وتعالى ونزول آدم إلى الأرض وتوعد إبليس له بالغواية وبداية الصراع بين الحق والباطل .
ثم تمضى السورة في ذكر مثل تطبيقي لهذه الحقيقة سالفة الذكر ومن ثم كان الحديث عن بني إسرائيل وكيف أن الله عز وجل قد أنعم عليهم نعما كثيرة وفضلهم على العالمين وأوكل إليهم حفظ المنهج ودعوة الناس إليه لكنهم لم يوفوا بعهدهم ولم يحفظوا الأمانة فكان العقاب من الله عز وجل ونقل قيادة البشرية منهم إلى غيرهم فما هي المساوئ التي أورثتهم هذا الحرمان :
أولاً: مخالفة أفعالهم لأقوالهم : "[أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ] {البقرة:44} ".
ثانياً : جحود النعمة ونكران الفضل :"[وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ(49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ(50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ العِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ(51) ]. {البقرة}.
ثالثاً : العصيان والتحريف: " [فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ] {البقرة:59} "
رابعاً: نقض العهد والميثاق : " [وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الخَاسِرِينَ(64) ]. {البقرة}.
خامساً: قسوة القلب " [ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ المَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] {البقرة:74} "
وتمضى السورة تعدد مساوئهم التي حرمتهم الاستمرار في قيادة البشرية ثم تمهد السورة بعد ذلك لانتقال القيادة بذكر قصة بناء البيت وما كان معها من دعاء إبراهيم عليه السلام وولده إسماعيل لذريتهما أن يبعث الله فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آيته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم وقد كان ميلاد الرسول –صلى الله عليه وسلم – وظهور أمة الإسلام دعوة إبراهيم وإسماعيل وكان من ملامح هذا الانتقال تحويل القبلة من بيت المقدس قبلة بني إسرائيل إلى البيت الحرام الذي بناه إبراهيم عليه السلام الذي أمر الله عز وجل رسوله أن يتبع ملته " [ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ] {النحل:123} "
ثم تمضى السورة لتشرع للمجتمع المسلم بعد أن تسلم القيادة وحمل الأمانة بقوله تعالى" [وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا] {البقرة:143} ...." ما يكفل له القيام بمهمته من عبادات وأخلاق ومعاملات وقوانين تنظم العلاقة بين أفراد المجتمع . " [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ] {البقرة:183} " " [الحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الحَجِّ] {البقرة:197} . " [كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ] {البقرة:216} [وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:110} " [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] {البقرة:153} "[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ القِصَاصُ فِي القَتْلَى ا] {البقرة:178} " وغيرها من الآيات التي تتحدث عن أحكام الأسرة والمعاملات المالية كآية المداينة ، ونلاحظ شمول هذه التشريعات لكل مناحي الحياة هذا الشمول المنبثق من شمولية الإسلام لذلك قال الله تعالى "[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ] {البقرة:208} ".
هذه التشريعات إذا طبقها المجتمع المسلم كان أهلا لقيادة البشرية وهداية الناس وسيادة العالم وإلا فسيجرى عليه سنة الله عز وجل "[ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ] {محمد:38} "
منقول[/size][/size] | |
|