نور
عدد المساهمات : 430 التميز : 3 تاريخ التسجيل : 08/10/2009 الموقع : نور الهدى تعاليق : اللهم انصر الاسلام والمسلمين
| موضوع: تحذير الكرام من الكذب على خير الانام صلى الله عليه وسلم الخميس مارس 04, 2010 7:25 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومَنْ والاه، واقتفى أثره واهتدى بهداه، إلى يوم يجمعنا ربنا ونلقاه، أمـــا بعدُ: فمن المعلوم من دين الإسلام بالضرورة أنَّ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيءٌ خطيرٌ جدًا، وعاقبته وبيلةٌ ووخيمةٌ جدًا جدًا جدًا، وكثيرٌ من الناس يغفل أو يتغافل عنه، ومنهم مَنْ لا يعرف خطر الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لا يتعمد الإنسانُ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكنه يكذب عليه من حيث لا يدري وذلك من خلال كتابة ونشر الأحاديث الموضوعة وهو لا يعرف كونها أحاديث موضوعة ولا تصح، وقيامًا بواجب النصيحة لعموم المسلمين، ودفاعًا عن سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أجمعين، كانت هذه المقالة للتحذير من كتابة أو نشر الأحاديث ونسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بعد معرفة هل هي صحيحة من جهة الإسناد وأيضًا المتن أم موضوعة ( مكذوبة )، وذلك بالرجوع إلى مصادر السنة النبوية الصحيحة، أو بسؤال العلماء المتخصصين الثقات من أهل العلم بالحديث النبوي، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { مَنْ حدَّث بحديثٍ وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين } أخرجه مسلم من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
وإليكم إخواني الأفاضل وأخواتي الفضليات بعضَ الأحاديث النبوية والآثار السلفية الصحيحة الصريحة - التي أخرجها الإمام مسلم رحمة الله تعالى عليه في مقدمة كتابه الصحيح - والتي جاء فيها التحذيرُ من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم و التحذير من رواية الكذابين والاحتياط منها:
عن ربعي بن حِراش أنه سمع عليًا رضي الله عنه يخطب. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تكذبوا عليَّ فإنه مَنْ يكذب عليَّ يلج النار }
وعن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قال: إنه ليمنعني أنْ أحدثكم حديثًا كثيرًا - أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { مَنْ تعمد عليَّ كذباً فليتبوأ مقعده من النار }
وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: { مَنْ كذب عليّ َمتعمداً فليتبوأ مقعده من النار }
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: { سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإيـــــــــــاهم }
وعن مسلم بن يسار – رحمة الله تعالى عليه – أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: { يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإيــــــــــــــــــــــــاهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم }
وعن علي بن ربيعة – رحمة الله تعالى عليه - قال: أتيتُ المسجد، والمغيرة أمير الكوفة قال: فقال المغيرة: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إنَّ كذبًا عليَّ ليس ككذبٍ عليَّ أحدٍ، فمنْ كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار }
وعن مجاهد رحمة الله تعالى عليه قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس – رضي الله عنهما - فجعل يُحدث ويقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال يا ابن عباس! مالي لا أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابنُ عباسٍ: إنَّا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناسُ الصَّعْبَ والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف.
وعن محمد بن سيرين رحمة الله تعالى عليه قال: إنَّ هذا العلم دينٌ، فانظروا عمن تأخذون دينكم؟ وقال رحمة الله تعالى عليه: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فيُنظرُ إلى أهل السنة فيؤخذ حديثُهم ويُنظرُ إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم.
وقال عبدان بن عثمان رحمة الله تعالى عليه، سمعتُ عبدَ الله بن المُبَارك – رحمة الله تعالى عليه – يقول: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال مَنْ شــــــــــــــاء ما شـــــــــــــــــــــــاء.
فاحذر/ فاحذري وفقنا الله تعالى وإياك / وإياكِ من كتابة الأحاديث التي لا تعرف / تعرفِ حكمها، و لا تعرف / تعرفِ هل هي صحيحة أم موضوعة. فإنَّ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس مثل الكذب على غيره.
{ كفى بالمرء كذباً أن يحدَّث بكل ما سمع } أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وعن أبي عثمان النهدي رحمة الله تعالى عليه قال: قال عمرُ بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: بحسب المرء من الكذب أنْ يُحدث بكل ما سمع.
فالحذر الحذر من كتابة الأحاديث التي لا تعرف حكمها، فإنَّ دفع المفسدة مُقدمٌ على جلب المصلحة، كما هو مقرر في علم الأصول، وليس في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أية مصلحة. والله من وراء القصد، وهو سبحانه المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. | |
|