الهدى
عدد المساهمات : 326 التميز : 1 تاريخ التسجيل : 14/10/2009
| موضوع: الصور الذى ينفخ فيه الإثنين أبريل 19, 2010 12:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الصور الذي ينفخ فيه :
الصور في لغة العرب القَرن , وقد سئل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الصور , ففسره بما تعرفه العرب من كلامها , ففي سنن الترمذي وسنن أبي داود وسنن أبن حبان ومسند احمد ومستدرك الحاكم , عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : جاء أعرابي إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : ما الصور ؟ قال : الصور قرن ينفخ فيه ) قال الحاكم صحيح الإسناد , ووافقه الذهبي , وقال الترمذي فيه , حديث حسن صحيح . وذكر عن الحسن البصري أنه قرأ ( الصُوَر ) جمع صورة , وتأوله على ان المراد النفخ في الأجساد لتعاد إليها الأرواح . ونقل عن أبي عبيدة والكلبي أن ( الصُّوْر ) بسكون الواو جمع صورة , كما يقال : سور المدينة جمع صورة , والصوف جمع صوفه , وبسر جمع بسرة . وقالوا : المراد النفخ في الصور وهي الأجساد , لتعاد فيها الأرواح , وما ذكروه خطأ من وجوه : أولا : أن القراءة التي نسبت إلى الحسن البصري لا تصح نسبتها إلى الأئمة الذين يحتج بقراءتهم . ثانيا : أن ( صورة ) تجمع على ( صُور ) ولا تجمع على ( صُوْر ) كما أدعى أبو عبيدة والكلبي , قال تعالى : ( وصوركم فأحسن صُوَرَكُمْ ) " غافر : 64 " ولم يعرف عن أحد من القراء أنه قراها : فأحسن صُورْكُمْ ) ثالثا : أن الكلمات التي ذكروها ليست بالجموع , وإنما هي أسماء جموع , يفرق بينها وبين واحدتها بالتاء . رابعا : أن هذا القول خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة , فالذي عليه أهل السنة والجماعة أن الصور بوق ينفخ فيه . خامسا : أن هذا القول مخالف لتفسير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث فسره بالبوق , ومخالف للأحاديث الكثيرة الدالة على هذا المعنى . سادسا : أن الله تعالى قال : ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله , ثم نفخ فيه آخري فإذا هم قيام ينظرون ) " الزمر : 68 " فقد أخبر الحق أنه ينفخ بالصور مرتين , ولو كان المراد بالصور النفخ في الصُّور التي هي الأبدان لما صح ان يقال : ( ثم نفخ فيه آخري ) لأن الأجساد فيها الأرواح عند البعث مرة واحدة . وما ذكره بعض أهل العلم من أن الصور من ياقوته أو من نور فلا نعلم في ذلك حديثا صحيحا , والله أعلم .
النافخ في الصور : قال ابن حجر العسقلاني : ( اشتهر أن صاحب الصور هو إسرافيل ـ عليه السلام ـ ونقل فيه الحليمي الإجماع , ووقع التصريح به في حديث وهب ابن منبه , وفي حديث أبي سعيد عند البيهقي , وفي حديث أبي هريرة عند ابن مردويه , وكذلك في حديث الصور الطويل ) وقد أخبرنا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن صاحب الصور مستعد دائما لنفخ فيه منذ أن خلقه الله تعالى , ففي مستدرك الحاكم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ( عن طرف صاحب الصور منذ وُكل به مستعد ينظر نحو العرش , مخافة أن يؤمر قبل أن يرتد غليه طرفه , كأن عينيه كوكبان دُوريان ) قال الحاكم : صحيح الإسناد , ووافقه الذهبي .
وفي هذا الزمان الذي اقتربت فيه الساعة , أصبح إسرافيل أكثر استعدادا وتهيؤا للنفخ في الصور فقد روي ابن المبارك في الزهد , والترمذي في سننه , وأبو نعيم في الحلية , وأبو يعلي في مسنده , وابن حبان في صحيحه , والحاكم في المستدرك , عن أبي سعيد الخدري , قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( كيف أنعلم , وقد التقم صاحب القرنِ القرنَ , وحنة جبهته , وأصغى سمعه , ينتظر أن يؤمر أن ينفخ , فينفخ , قال المسلمون , فكيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قالوا : حسبنا الله ونعم الوكيل , توكلنا على الله ربنا ) وقال الترمذي : حديث حسن , وقد ذكر الشيخ ناصر رواته من الصحابة وطرقة ومتابعاته وشواهده في ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ) بما يدل على صحته " سلسلة الأحاديث الصحيحة : " 3 / 66 " ورقمه " 1079 "
المرجع / القيامة الكبرى . المؤلف / : د : عمر سليمان عبد الله الأشقر . ص 25 ـ 28 | |
|