اســتغفر الله .. اســتغفر الله .. اســتغفر الله ۞ ســبحان اللــه وبـحـمـده ، ســبحان اللــه الـعـظيـم ۞ سـبـحان اللــه ، والـحمـدللـه ، ولاإله الى الله ، والله أكـبر ۞ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد ۞ سـبحان اللــه وبـحمـده ، عــدد خـلقـه ، ورضـا نـفـسه ، وزنة عـرشه ، ومداد كـلماته ۞ لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السموات , ورب الأرض , ورب العرش الكريم ۞ لاحــول ولا قــوة إلى باللـــه
عدد المساهمات : 430 التميز : 3 تاريخ التسجيل : 08/10/2009 الموقع : نور الهدى تعاليق : اللهم انصر الاسلام والمسلمين
موضوع: حول شهر شعبان الإثنين يوليو 12, 2010 12:11 pm
حول شهر شعبان
شعبان هو اسم للشهر ، وقد سُمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه ، وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شَعَب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان ، ويجمع على شعبانات وشعابين.
الصيام في شعبان
عن عائشة رضي الله عنها قالت : { كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى نقول لا يُفطر ، ويُفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان ؛ وما رأيته أكثر صياماً منه في شعبان } .. رواه البخاري :1833 ، ومسلم ..
وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يستكمل صيام شعبان ، وإنما كان يصوم أكثره ،
ويشهد له ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : { ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه و سلم - صام شهراً كله إلا رمضان } ..
وكان ابن عباس رضى الله عنه يكره أن يصوم شهراً كاملاً غير رمضان ،
قال ابن حجر رحمه الله : ( كان صيامه في شعبان تطوعاً أكثر من صيامه فيما سواه ؛ وكان يصوم معظم شعبان ) .
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : { ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم } .. رواه النسائي .. أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425 ،
قال ابن رجب رحمه الله : (صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحُرم ، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده ، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض ، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المُطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه ".
وفي رواية لأبي داود : 2076 قالت : { كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان } .. صححه الألباني أنظر صحيح سنن أبي داوُد : 2/461
وقوله صلى الله عليه و سلم : { شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان } .. يُشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان - الشهر الحرام وشهر الصيام - اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولاً عنه ، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام ، وليس كذلك .
وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه .
وفيه دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة ، كما كان طائفة من السلف يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة ، ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة ، وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد منها :
أن يكون أخفى للعمل وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل ، لا سيما الصيام فإنه سرّ بين العبد وربه، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء ،
وكان بعض السلف يصوم سنين عددا لا يعلم به أحد ، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم ، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته ،
وكان السلف يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه ،
فعن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال : " إذا أصبحتم صياماً فأصبِحوا مدَّهنين "،
وقال قتادة : " يُستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام ".
وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس ،
ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المُشاركون فيه سهُل ،
وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين ،
وقد اختلف أهل العلم في أسباب كثرة صيامه صلى الله عليه و سلم في شعبان على عدة أقوال :
1-أنه كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في شعبان وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا عمل بنافلة أثبتها وإذا فاتته قضاها.
2-وقيل إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان فكان يصوم لذلك ، وهذا عكس ما ورد عن عائشة رضى الله عنها أنها تُؤخر قضاء رمضان إلى شعبان لشغلها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصوم.
3-وقيل لأنه شهر يغفل الناس عنه : وهذا هو الأرجح لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه : { ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان} .. رواه النسائي .. أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425
وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يُصمه قضاه في شعبان حتى يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان - كما كان إذا فاته سنن الصلاة أو قيام الليل قضاه - فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي صلى الله عليه و سلم ،
فيجب التنبه والتنبيه على أن من بقي عليه شيء من رمضان الماضي فيجب عليه صيامه قبل أن يدخل رمضان القادم ..
ولا يجوز التأخير إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة ( مثل العذر المستمر بين الرمضانين) ..
ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فعليه مع القضاء بعده التوبة وإطعام مسكين عن كل يوم ، وهو قول مالك والشافعي وأحمد.
وكذلك من فوائد صوم شعبان أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط.
فإن قيل لماذا يُكره الصيام قبل رمضان مباشرة ( لغير من له عادة سابقة بالصيام) ؟
فالجواب أنّ ذلك لمعانٍ منها :
أحدها : لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه ، كما نهي عن صيام يوم العيد لهذا المعنى ، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم ، فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم.
ولهذا نهي عن صيام يوم الشك ،
قال عمار من صامه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ،
ويوم الشك : هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يُقبل قوله ، وأما يوم الغيم : فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه ، وهو قول الأكثرين .
المعنى الثاني : الفصل بين صيام الفرض والنفل ، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع ، ولهذا حُرم صيام يوم العيد ،
ونهى النبي صلى الله عليه و سلم أن تُوصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام ، وخصوصا سنة الفجر قبلها ، فإنه يُشرع الفصل بينها وبين الفريضة ، ولهذا يُشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها .
ولما رأى النبي صلى الله عليه و سلم رجلاً يُصلي وقد أُقيمت صلاة الفجر ، فقال له : { الصُّبح أربعاً} .. رواه البخاري: 663 .. .