نور الهدى
هلا ومرحبا فى منتدى (نور الهدى)
نور الهدى
هلا ومرحبا فى منتدى (نور الهدى)
نور الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أهلا وسهلا بك يا زائر في منتدى نور الهدى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
إقراء القران من هنا
اقراء القران من هنا
الاذكاراســتغفر الله .. اســتغفر الله .. اســتغفر الله ۞ ســبحان اللــه وبـحـمـده ، ســبحان اللــه الـعـظيـم ۞ سـبـحان اللــه ، والـحمـدللـه ، ولاإله الى الله ، والله أكـبر ۞ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل ابراهيم إنك حميد مجيد ۞ سـبحان اللــه وبـحمـده ، عــدد خـلقـه ، ورضـا نـفـسه ، وزنة عـرشه ، ومداد كـلماته ۞ لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم , لا إله إلا الله رب السموات , ورب الأرض , ورب العرش الكريم ۞ لاحــول ولا قــوة إلى باللـــه

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» حكم وفوائد صيام الست من شوال
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالإثنين سبتمبر 05, 2011 3:13 am من طرف نور الهدى

» وقفات فى استقبال شهر رمضان
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالجمعة يوليو 22, 2011 5:23 am من طرف نور الهدى

» بسبوسه رائعه
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالخميس مايو 12, 2011 5:27 am من طرف نور الهدى

» لمحه من حياه بنات رسول الله
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالخميس مايو 12, 2011 5:17 am من طرف نور الهدى

» من يحمل هم الدين
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالخميس مايو 12, 2011 5:07 am من طرف نور الهدى

» لا للاحتفال براس السنه
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالخميس ديسمبر 30, 2010 5:35 am من طرف ام عائشه

» حكم التهئنة بعيد الكريسماس
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالثلاثاء ديسمبر 28, 2010 4:23 am من طرف ام عائشه

» تعالو شاهدو قريه اهلكت عن بكرة ابيها في ايطاليا
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالسبت نوفمبر 27, 2010 9:11 am من طرف نور

» كلمة مبروك ليس فيها شي........فتوي للشيخ ابن عثيمين
العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالخميس نوفمبر 25, 2010 11:20 am من طرف سوسو

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث

 

 العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ام عائشه

ام عائشه


عدد المساهمات : 185
التميز : 1
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Empty
مُساهمةموضوع: العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟   العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالأحد أغسطس 29, 2010 8:31 am

العشر الأواخر من رمضان

لابن رجب الحنبلي




الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده... أما بعد:

فهذه رسالة في بيان فضل العشر الأواخر من رمضان، وما يستحب فيها من الأعمال، وكيف كان حال النبي في هذه العشر؟ وفيها بيان لليله القدر وفضل العمل فيها مع بيان أسباب مغفرة الذنوب في رمضان.

وقد اخترناها من كتاب ( لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف ) للحافظ ابن رجب الحنبلي، وقد سميناها ( العشر الأواخر من رمضان ) نسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين، وأن يهدينا جميعاً إلى الحق والدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

عن عائشة رضي الله عنها، قالت: { كان رسول الله إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله } وفي رواية: { أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر } [رواه البخاري ومسلم].

الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان
كان النبي يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر:

فمنها: إحياء الليل؛ فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ففي حديث عائشة قالت: { كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر - يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر } [رواه أحمد]. ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: { ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح }.

ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: { ألا تقومان فُتصليان } [رواه البخاري ومسلم].

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132].

وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: ( قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا ).

يا نائماً بالليل كم ترقد *** قم ياحبيبي قد دنا الموعد
وخُذ من الليل وأوقاته *** ورِداً إذا ما هجع الرّقد
من نام حتى ينقضي ليله *** ثم يبلغ المنزل أو يجهد
ومنها: أن النبي كان يشدّ المئزر. واختلفوا في تفسيره ؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان. وفي حديث أنس: {وطوى فراشه، واعتزل النساء }.

وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ [البقرة:187]: إنه طلب ليلة القدر. والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؛ لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستماع المباح، فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصاً في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن ها هنا كان النبي يصيب من أهله في العشرين من رمضان، ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.

ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً. ولفظ حديث عائشة: { كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً } [رواه ابن أبي عاصم]. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي ، قال: { لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر }، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: { إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني } [رواه البخاري].

وظاهر هذا يدل على أنه كان يواصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.

ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: { واغتسل بين الأذانين } والمراد: أذان المغرب والعشاء، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد. وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً.

ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعماكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.

إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى *** تقلب عُرياناً وإن كان كاسياً
ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، { كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين }. وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.

فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله وما يُرضيه عنه. وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.

ليلة القدر
قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3]. وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان: { فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم } [رواه أحمد والنسائي]. وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أُرِي أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العُمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.

وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي أنه قال: { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.

قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي : أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: { قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عني } والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو ؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض ؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبي يقول: { أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك } [رواه مسلم].

وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو الُمذنب المقصر.

أسباب المغفرة في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم قال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } وعنه قال: قال : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه } [ رواهما البخاري ومسلم ].

دل حديث أبي هريرة على أن هذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب، وهي صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، فقيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له، سواء كانت في أول العشر أو أوسطه أو آخره، وسواء شعر بها أو لم يشعر، ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر.

وأما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر، فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه، فيترتب له على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه بتمام السببين، وهما صيام رمضان وقيامه.

فإذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقى ما لهم من الأجر وهو المغفرة؛ فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، ومن نقص من العمل الذي عليه نُقص من الأجر بحسب نَقصِه، فلا يَلُم إلا نفسه. قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين. فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال؛ من وفاها فهو من خيار عباد الله الموفين، ومن طفف فيها فويل للمطففين. أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته، ويطفف في مكيال صيامه وصلاته.

غداً تُوفّى النفوس ما كسبت *** ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم *** وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يُؤتُونَ مَاآتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ [المؤمنون:60]. رُوي عن علي رضي اللّه عنه، قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].

وعن الحسن قال: ( إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا ). فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.

ومن أسباب المغفرة فيه أيضاً: تفطير الصوام، والتخفيف عن المملوك، ومنها الذكر، ومنها الاستغفار، والاستغفار طلب المغفرة، ودعاء الصائم يستجاب في صيامه وعند فطره، ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا، فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروماً غاية الحرمان.

فمتى يُغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر؟ متى يُقبل من رُد في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟ متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ كلّ ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يُقطع ثم يوقد في النار، من فرط في الزرع في وقت البِذار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسار.

رمضان شهر العتق من النيران
وأما آخر الشهر فُيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار، فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار.

ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: وَلتُكمِلُوا العِدةَ وَلِتُكَبِرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَكُم تَشكُرُنَ [البقرة:185]. فشُكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته.

يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟ !

فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: ( فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار ).

فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود. وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي : { حولهما نُدَندنُ } [رواه أبو داود وابن ماجة].

وداعاً رمضان
عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.

يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام عائشه

ام عائشه


عدد المساهمات : 185
التميز : 1
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟   العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالأحد أغسطس 29, 2010 8:32 am

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم ... أما بعد..

مضت الأيام والليالي وقارب رمضان على النهاية، فأقبلت العشر الأواخر من هذا الشهر الفضيل، وفيها ليلة القدر التي قال الله تعالى عنها (ليلة القدر خير من ألف شهر)، وهذه العشر أفضل ليالي العام كما أن أفضل أيام العام العشر الأول من ذي الحجة.

- وقت ليلة القدر : أرجح الأقوال أنها في أوتار العشر الأواخر من رمضان، وعليه يدل حديث عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ويقول: تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) ]رواه البخاري ومسلم[

- كيف يتحرى المسلم ليلة القدر: من حرم هذه الليلة المباركة حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم، فيندب للمسلم الحريص على طاعة الله أن يحييها إيماناً واحتساباً وطمعاً في أجرها العظيم. قال صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) ]رواه البخاري ومسلم[
ويستحب الدعاء فيها والإكثار منه، فقد ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت : (قلت يا رسول الله! أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، فما أقول فيها؟ قال: قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) ]رواه الترمذي[
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيى ليله، وأيقظ أهله) ]رواه البخاري ومسلم[ وعنها رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها) ]رواه مسلم[

- علاماتها : وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة ليلة القدر فقال ( صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها، كأنها طست حتى ترتفع) ]رواه مسلم[ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء) ]رواه الطيالسي وابن خزيمة والبزار[
ومن علاماتها، قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وزيادة النور، وطمأنينة القلب وانشراح الصدر من المؤمن أكثر مما يجده في بقية الليالي، والرياح فيها تكون ساكنة لا يأتي فيها عواصف. وقد يُري اللهُ الإنسانَ الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة.

- الاعتكاف فيها: ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل) ]رواه البخاري ومسلم[

والله أعلم

مختصر من الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين، وصفة صوم النبي في رمضان لسليم الهلالي.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام عائشه

ام عائشه


عدد المساهمات : 185
التميز : 1
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟   العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالأحد أغسطس 29, 2010 8:39 am

ألا هل من مشمر للجنة ؟

--------------------------------------------------------------------------------






الوقت لم يعد يستوعب كسلا أو فتورا ، انفض عن نفسك غبار الراحة
مضى هذا الزمان ، من سيشمر ؟؟؟



من سيقبل على الله تعالى ، من سيأتي ربه بقلب منيب
من سيحقق ثمرة التقوى والعتق من النار
اليوم سنتعاهد على إتعاب هذا البدن في التعبد
قيل لبعض السلف : ارفق بنفسك ، فقال : من الراحة أوتيت
أي من هذا الكلام الذي يضعف ولا ينشط وقعت في الفتور والكسل
لا أن المعنى أن تشاد الدين ، أو تتكلف ما لا تطيق



بل قال صلى الله عليه وسلم :ـ
" اكلفوا من العمل ما تطيقون "
رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني
ولكن المعنى كما قال وهب بن منبه :ـ



من يتعبد يزدد قوة ، ومن يكسل : يزدد فترة
قال ثابت البناني : كان رجل من العباد يقول :ـ
إذا نمت واستيقظت ، ثم ذهبت أعود إلى النوم : فلا أنام الله عيني
وكان يقول : لا يسمى عابد أبدًا عابدًا ، وإن كان به كل خصلة خير
حتى تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة ؛ لأنهما من لحمه ودمه
وضعُف أبو إسحاق السبيعي قبل موته بسنتين
فما كان يقدر ان يقوم حتى يُقام

فكان إذا استتم قائمًا : قرأ وهو قائم بألف آية
لا تعجز ، استنهض همتك ، الوقت وقت العمل
أعرف من ورده عشرة آلاف استغفار وتسبيح وتحميد
ومن يختم كل ثلاث ، ومن يصلي كل يوم مائة ركعة نافلة
لماذا لا تكون أنت ؟؟؟



والله تستطيع بحول الله وقوته ، من سيتسابق في الخيرات
أدخلوا علينا السرور ، أيها العُباد فقد آن الأوان

خطوطك الحمراء





لا كسل ... لا فتور ...لا يأس ...لا مجال للضعف والركون إلى إخفاقات الماضي
اجعل رمضان هذا العام جنتك ، وشهر عتقك ، وبلوغك منازل الصالحين
استعن بالرحمن ، وسنبلغ بإذن الله الآمال
مهما كانت معاصيك ، مهما كان حالك الآن ، إن شاء الله ستكون شخصًا آخر ، أقبل ولا تخف
اليوم اصنع شيئا جديدا ، استنفر طاقتك في التعبد
في الذكر ...في القرآن ...في القيام ...في الصدقة ....في عمل من أعمال البر
في الدعوة إلى الله ... بالله اصنع أي شيء ؟؟؟؟





__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ام عائشه

ام عائشه


عدد المساهمات : 185
التميز : 1
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟   العشر الاواخر على الابواب   فهل من مشمر؟ Emptyالأحد أغسطس 29, 2010 8:41 am


الشيخ محمد عبد الله الخطيب
أقبل شهر القرآن والمسلمون في شوق إليه، ليمسح عن قلوبهم همومَها وأحزانَها، ويروحها في ساعاته الندية، وأوقاته المباركة، في شوق إليه ليغسل عنهم عناء عام كامل مضَى، لنسموَ بالروح ونتطهر من ثقلة اللحم والدم، ولنضبط أوقاتَنا من جديد على أوقات الصلاة، فالإمساك مرتبط بالفجر، والإفطار مرتبط بالمغرب، حياةٌ تبدأ بالصلاة وتنتهي بالصلاة .
المسلمون في شوق إليك لتؤكد لهم أن النصر قرين الجهاد، ولا جهادَ إلا بصبر، ولا صبرَ إلا بثبات وتضحية، وعلى الرغم من أن المسلمين الأوائل كانوا يبذلون غاية جهدهم في العبادات خلال شهر رمضان، إلا أن هذا لم يمنعهم من أن يجاهدوا في سبيل الله، ويخوضوا أخطر المعارك الفاصلة، ويكون النصر حليفهم، على مدار التاريخ، فكم نحن في شوق إليك ؟!
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضانُ فُتحت أبواب الجنة، وغُلقت أبواب جهنم، وصُفدت الشياطين، ونادَى مناد من قبَل الحق سبحانه: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة ) [ متفق عليه ] .
أعداء هذا الدين يصرون على ربط الإنسان بالأرض، وقطعه عن السماء، ويعملون على تعليق قلبه بمآرب الدنيا، وإبعاده عن طلب الآخرة، ويأبَى الإسلام إلا أن يسوق البشرية إلى الله، قال تعالى: { فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } [ الذاريات: 50 ].
وأركان الإسلام عمل حقيقي في إيجاد اليقظة في النفوس، والصحوة في المجتمعات، والعبادات التي تكون هذه الأركان تدريبٌ جليل الأثر في تربية الأخلاق، وتقويم الطباع، وتهذيب النفوس .
وقول الله عز وجل : { إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ } [ العنكبوت: من الآية45 ] خبر حق، فإذا رأيت مصليًا لا يعلو فوق تفاهات هذه الدنيا، ولا ينتهي عن منكراتها، فصلاته مجرد تمثيل وحركات لا حقيقة فيها .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه ) [ رواه البخاري ] ، وهذا خبر حق أيضًا، ومعناه أن الصيام الحقيقي يمسح آثار الماضي السيئ، ويمسح أكداره عن مرآة القلوب، فتعود مجلوةً نقيةً، ثم يستأنف الصائم حياةً تكاد ترفعُه وتلحقُه بالملأ الأعلى .
إن الأساس الأول لهذه العبادات هو أداء حق الله، والقيام بوظيفة العبودية، واعترافُ البشر بأن الله الذي خلقَهم ورزقهم يجب أن يعبدوه ويشكروه، إن جعل القلب يتعلق بربه يجعل المسلم إذا ملك الدنيا يسخرها لخدمة دينه، ويجمع المال والبنين ليكونا درعًا للحق، وعونًا للرسالة التي يؤمن بها، ويتحول إلى ذاكر لله بالغدو والآصال، ويضع نفسَه ومواهبَه وكل ما يملك مع رهبان الليل فرسان النهار، وصدق الله العظيم إذ يقول: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ ولا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ } [ النور: 37 ].
وها هي الأيام تمضي ويقبل علينا شهر رمضان بخيراته وبركاته، وها هو النور يشرق من جديد، وينساب إلى القلوب، وها هي مشاعر الخير والبر والرحمة تتجدد، وها هي الآمال في غد مشرق، ومستقبل كريم، وفي ثقة في نصر الله لنا على أنفسنا أولاً، ثم على أعداء الإنسانية ثانيًا.
إن شهر رمضان يذكرنا برسالتنا الخالدة، والواقع يؤكد حاجة البشرية إليها، إن حاجة العالم إلى هذا الدين أهم من حاجته إلى الماء والدواء والهواء، لقد شغلتنا الدنيا الفانية عن الآخرة الباقية، وأحاطت بنا زخارفها ومباهجها، والرجل المؤمن في سورة غافر ينادي بأعلى صوته { وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ* يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } [ غافر: 38، 39 ] .
إن من رحمات الله- عز وجل- أن جعل لنا في هذا الشهر العظيم محطةً نقف فيها طوال 30 يومًا، نقف مع أنفسنا، نحاسبها على تقصيرها، ونفتش عن منابع الإيمان في قلوبنا، فنجلوا الصدأ عنها، ورمضان مصحة للعلاج الروحي، ففي الحديث: ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ فلم يغفر له ) فمن لم يحصل المغفرة في رمضان فمتى يحصل عليها ؟!
إن الإسلام يريد منا أن نعيش في هذا الشهر في جو خاص، نحصن فيه بيوتَنا وأنفسَنا، ونحسن الصلةَ فيه بخالقنا سبحانه وتعالى، روى ابن خزيمة والبيهقي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( واستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بها ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لا غناء بكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار، ومن سقى صائمًا سقاه الله من حوضه شربة لا يظمأ بعدها أبدًا ) .

* الانتفاضة المباركة
ويأتي شهر رمضان المعظم شهر العزة والفتوحات والنصر للأمة الإسلامية على مدار التاريخ وشعب العراق المسلم المظلوم يقتل ويشرد، والاحتلال الأمريكي والعدوان الأمريكي لا يكف عن القتل والتدمير، وكذلك شعب فلسطين المسلم الأعزل إلا من عقيدته وإيمانه بحقه، يدافع عن وجوده، ويقدم فلذات أكباده شهداء أبرارًا، بعد أن يلقنوا أعداء الإنسانية ما يستحقون، وإن الكثيرين من أمة الإسلام يصمتون، وسكوتهم غريب، فمتى يتحركون ويدفعون العدوان الواقع على المسلمين فى كل مكان ؟!
وإني أهنئ بحلول هذا الشهر المبارك رجال الانتفاضة، شيوخًا وشبابًا ونساءً، وأُبارك لهم دفاعهم عن أرضهم وعرضهم ودينهم، إن وقفتهم أمام الجبابرة والمفسدين وطغاة الأرض من الصهاينة ومن وراءهم وهم عزل من كل سلاح مادي، لَهُو درسٌ عظيمٌ في الشجاعة وفي قوة العقيدة، وفي الوفاء لهذا الدين، يعلو كل الدروس.
وأقول للذين ظُلموا ووُضعوا خلف القضبان- عدوانًا وبغيًا وافتراءً، وكل ذنبهم أنهم قالوا ربنا الله، ويريدون إحياء هذه الأمة وردَها إلى سيرتها الأولى- أقول لهم: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله، فالفرج قريب وإن مع العسر يسرًا.

* الأبواب مفتحة.. فهل من مشمر للجنة ؟!
جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجة عن أسامة بن زيد رضي الله عنه يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : ( ألا من مشمر للجنة، فإنه الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيد، ونهر مطرد، وثمرة نضيجة، وزوجة جميلة، وحلل كثيرة، ومقام في أبد في دار سليمة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة في حلة عالية بهية، قالوا نعم يا رسول الله، نحن المشمرون لها، قال: قولوا إن شاء الله، قال القوم إن شاء الله ) [ الترغيب والترهيب ] .
ها هوشهر رمضان يدعونا لذلك، فهيا بنا نشمر ونجتهد ونهجر فراشنا ونوقظ أهلنا، ونرفع راية الجهاد ضد أنفسنا، وضد رغباتنا، ونعد أنفسنا لجهاد طويل مع أعداء البشرية ونعمل على أن:
1- نحافظ على أداء الصلوات فى المسجد، ونتذكر أن من صلى أربعين يومًا في المسجد لا تفوته تكبيرة الإحرام، كُتبت له براءة من النار، ورمضان فرصة لتحقيق هذا الهدف العظيم.
2- نحرص على إحياء السنن التي كثيرًا ما ننشغل عنها، مثل: الجلوس في المسجد، ذكر الله، تلاوة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، التبكير لصلاة الجمعة.
3- ختم القرآن أكثر من مرة، مرة في البيت مع الأولاد والزوجة، ومرة في المسجد، ومراجعة المحفوظ، إن كنا قد نسيناه، ولنتذكر جميعًا أن صاحب القرآن يقال له يوم القيامة: اقرأ ورتل وارقَ كما كنت تفعل في الدنيا، فمنزلتك عن آخر آية تقرأُها، ولنعلم أن من ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب.
4- المحافظة على صلاة التراويح، والتبكير إليها في المسجد، والحرص على الصف الأول، ولا ننصرف حتى ينصرف الإمام، ولنصحب معنا الزوجة والأولاد، كلما تيسر ذلك.
5- الإقلال من الطعام والشراب، والنوم، والكلام، والسيطرة على اللسان، ولا نصوم على الحلال، ونفطر على الحرام، من غيبة ونميمة وأذى للناس، وجو رمضان من أنسب الأجواء التي تعيننا على هذا؛ حيث الصيام بالنهار والقيام بالليل، والقرآن غض طري على ألسنتنا، ويملأ جوانب النفس، والشياطين مصفدة وأبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة.
6- التنافس مع الأهل والأولاد في العبادات، ورصد الجوائز لذلك، ولا نرهق الزوجة بالإكثار من إعداد الطعام والولائم، فرمضان شهر التسابق في ميدان آخر، وليس شهر التلذذ بطيب الطعام والشراب.
7- لنذكر الفقراء والمساكين، والأيتام والأرامل في هذا الشهر تذكرةً عمليةً، فنسارع إلى إطعامهم ونشاركهم فيه، ونشعرهم بأخوتنا لهم، وهناك من إخواننا المكروبين والمعذبين في كل مكان من البلدان الإسلامية من يقاسون الحرمان والظلم والاضطهاد، لا بد من العناية بهم.
8- الحرص على بر الوالدين، وإجابة طلباتهما، والعمل على راحتهما، والإكثار من الدعاء على من تُوفي منهما { وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [ الإسراء: من الآية 24] ولا ننسى الأرحام، ونتفقد الأقارب، ونسأل عن الغائب، ونعود المريض.
9- ليكن شهر رمضان فرصةً للعفو والصفح والصلح، حتى مع الذين أساءوا إلينا، يقول صلى الله عليه وسلم : ( ليس الواصل بالمكافئ.. لكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ) وفي الحديث يقول أحد الصحابة: إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأتحبب إليهم ويتبغضون إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لئن كنت كما تقول فإنك تسفهم المل ) أي تلزمهم الحجة، ولنحرص على سلامة صدرونا تجاه الآخرين، ولنكن نحن البادئين بالسلام والتحية.
10- التعود على الإنفاق، وإن كان قليلاً، ولنتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان ( أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان ) .
11- محاسبة النفس على ما مضى من أعمال، وخاصةً التقصير في العبادات، والتقصير في الجوانب الإيمانية، ونسأل أنفسنا: هل كنا مداومين على التوبة؟ وهل نحن نخشى الله حق خشيته؟ وهل نحن نتوكل عليه حق التوكل؟ وهل نتحاكم إليه حين نتخاصم؟ كما نحاسب أنفسنا على الجانب الأخلاقي والسلوكي، هل نحن نؤدي الأمانة؟ وهل نفي بالوعد؟ وهل نقبل العذر؟ وهل نحرص على الصدق؟ وهل نسارع إلى خدمة المحتاجين؟ وهل نخف لنجدة الملهوف ونصرة المظلوم؟ وهل نؤدي حقوق الآخرين؟!
فإن وجد المسلم أنه انحرف عن الطريق صحَح المسارَ { كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } [ الإسراء: من الآية 14 ] "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".
12- يجب الإكثار من الدعاء والتضرع، والوقوف بباب الله، وقرع الأبواب "فدعاء السحر سهام القدر" وعسى الحق تبارك وتعالى أن يفك أسرى المسلمين وأن يرد غائبهم، وأن يفرج كروبهم، ولنكن في دعائنا دعاء المضطر، المشرف على الغرق، الذي لا ينجيه إلا تعلقه بالحبل المتين والركن الشديد، الفعال لما يريد، القائل { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } [ البقرة: من الآية 186 ] يقول سيدنا عمر: "إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء".
13- استصحاب نية الاعتكاف في العشر الأواخر، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
العشر الاواخر على الابواب فهل من مشمر؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رمضان على الابواب
» فضل العشر الاوائل من ذى الحجه
» العشر الاوائل من ذى الحجه
» عجينه العشر دقايق
» تفسير العشر ايات الاولى من سوره الكهف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الهدى :: المنتدى الاسلامى :: منتدى مواسم الطاعات-
انتقل الى: