نور
عدد المساهمات : 430 التميز : 3 تاريخ التسجيل : 08/10/2009 الموقع : نور الهدى تعاليق : اللهم انصر الاسلام والمسلمين
| موضوع: افضل ايه فى القران الأربعاء ديسمبر 09, 2009 8:39 am | |
| أفضل آية في القرآن يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة البقرة: “اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الحي الْقَيومُ لاَ تَأخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لهُ مَا فِي السمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ منْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيهُ السمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِي الْعَظِيمُ”، (الآية 255).
بعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى في الآيات السابقة على هذه الآية عن أجر وثواب الإنفاق على وجوه الخير وذكّر عباده المؤمنين بأهوال يوم القيامة أتبع ذلك بآية كريمة اشتملت على تمجيده سبحانه، فبينت كمال سلطانه، وشمول علمه، وسابغ نعمه على خلقه.
قال بعض العلماء: آية الكرسي أفضل آية في القرآن الكريم، ومعنى الفضل أن الثواب على قراءتها أكثر منه على غيرها من الآيات، وإنما كانت أفضل لأنها جمعت من أحكام الألوهية وصفات الإله الثبوتية ما لم تجمعه آية أخرى. جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لكل شيء سنام وإن سنام القرآن البقرة، وفيها آية سيدة القرآن أي أفضله وهى آية الكرسي”.
عشر صفات جليلة
اشتملت هذه الآية على عشر جمل فيها ما فيها من صفات الله الجليلة، ونعوته السامية، أما الجملتان الأولى والثانية فتتمثلان في قوله تعالى: “الله لا إله إلا هو الحي القيوم”. ومعنى “الحي”: أي الباقي الذي له الحياة الدائمة التي لا فناء لها، وسائر الأحياء سواه يعتريهم الموت والفناء. و”القيوم”: أي الدائم القيام بتدبير أمر الخلق وحفظهم، والمعطي لهم ما به قوامهم.
والمعنى: الله عز وجل هو الإله الحق المتفرد بالألوهية التي لا يشاركه فيها سواه وهو المعبود بحق وكل معبود سواه باطل، وهو ذو الحياة الكاملة، وهو الدائم القيام بتدبير شؤون الخلق وحياتهم ورعايتهم وإحيائهم وإماتتهم.
والجملة الثالثة “لا تأخذه سنة ولا نوم” مؤكدة للوصف السابق ذلك أن قيامه على كل نفس بما كسبت، وعلى تدبير شؤون خلقه يقتضي ألا تعرض له غفلة، ولأن السنة والنوم من صفات الحوادث وهو سبحانه وتعالى مخالف لها.
والسنة: الفتور الذي يكون في أول النوم مع بقاء الشعور والإدراك ويقال له غفوة. وقوله سبحانه في الجملة الرابعة “له ما في السماوات وما في الأرض” تقرير لانفراده بالألوهية إذ جميع الموجودات مخلوقاته. والاستفهام في قوله في الجملة الخامسة: “من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه” للنفي والإنكار، أي لا أحد يستطيع أن يشفع عنده سبحانه إلا بإذنه ورضاه. وقوله سبحانه في الجملة السادسة: “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم” تأكيد لكمال سلطانه في هذا الوجود، وبيان لشمول علمه كل شيء. والعلم بما بين أيديهم وما خلفهم كناية عن إحاطة علمه سبحانه بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم. وقوله تعالى في الجملة السابعة: “ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء” معطوف على قوله: “يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم” لأنه مكمل لمعناه، والإحاطة بالشيء معناها العلم الكامل به. أي لا يعلمون شيئا من معلوماته سبحانه إلا بالقدر الذي أراد أن يعلمهم إياه على ألسنة رسله، فالجملة الكريمة بيان لكمال علم الله تعالى، ولنقصان علم سواه. ثم قال سبحانه في الجملة الثامنة: “وسع كرسيه السماوات والأرض”، وللعلماء اتجاهان مشهوران في تفسير معنى الكرسي في الجملة الكريمة، فالسلف يقولون: إن لله تعالى كرسيا علينا أن نؤمن بوجوده وإن كنا لا نعرف حقيقته، لأن ذلك ليس في مقدور البشر، والخلف يقولون: الكرسي في الآية كناية عن عظم السلطان، ونفوذ القدرة وسعة العلم وكمال الإحاطة.
ثم ختم سبحانه الآية الكريمة بالصفتين التاسعة والعاشرة فقال تعالى: “ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم”، والمعنى: ولا يثقله ولا يتعبه حفظ السماوات والأرض ورعايتهما، وهو المتعالي عن الأشباه والنظائر، والمسيطر على خلقه، العظيم في ذاته وصفاته.
جريدة الخليج الإمارات 22/ 08/2008 | |
|