الوصول إلى محبة الله تعالى...!...
--------------------------------------------------------------------------------
تتمة للموضوع القيم :
________________
ومن التعاليم التي علمها الرسول صلى الله عليه و سلم.لأصحابه ولأمته من بعده في تخلقهم مع الله عز وجل.
1_حفظ اللسان عند التكلم عن ما يخص الله وحده مثل المشيئة الخاصة بالله ثم مشيئة العبد حيث قال صلى الله عليه و سلم لمن قال له{ ما شاء الله وشئت أجعلتني لله ندا .قل ما شاء الله وحده} و نبههم الرسول إن كانوا قائلين لأحد بالمشيئة أن يقولوا {ما شاء الله ثم شئت}.
2_ألا يسخط أحد علي قدر الله .ومن ألوان هذا السخط أن يسب الإنسان الدهر فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم مخبرا عن رب العزة {يؤذيني بن آدم بسب الدهر وأنا الدهر}.متفق عليه .وأن يسلم الإنسان لقدر الله فلا يقول( لو أني فعلت كذا و كذا) فإن لو تفتح عمل الشيطان كما أوضح الرسول صلى الله عليه و سلم.
3_ولا يحق لإنسان أن يصف مخلوق بما لا يوصف به إلا الله بأن يقال(ملك الملوك) أو عظيم العظماء لأن هذا لا يحق إلا لله عز وجل
4_قد نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عن التسمي ببعض الأسماء كأبي الحكم .والأسماء التي فيها تزكيه للنفس.و ورد عنه صلى الله عليه و سلم أنه غير إسم (برة) بجويريه وقال {لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم}رواه مسلم.
5_من أعظم الأشياء التي نهى الرسول صلى الله عليه و سلم عنها الحلف بغير الله حيث قال {من حلف بغير الله فقد أشرك} رواه أبو داود.صحيح.ونحذر مما جرى علي ألسنة الناس من القسم( بالنبي )وقد وضح العلماء أن الحلف يبدأ بحروف(و.ب.ت).
6_نهى الرسول عن مخاطبة الناس بلفظ (السيد)حيث قال صلى الله عليه و سلم (السيد هو الله) .ونهى عن قول الرجل للرقيق(عبدي وأمتي )لما في هذا من إذلال الناس بغير حق .
7- ومن اعظم الخلق مع الله عز وجل .أنه إذا سالك أحد بالله فلا ترده .
8-امرنا الرسول صلى الله عليه و سلم أن نصدق من حلف بالله لقوله صلى الله عليه و سلم ( لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق و من حلف له بالله فليرض. ومن لم يرض فليس من الله ) راه بن ماجه.
ألا يكثر المسلم من الحلف أصلا وقد أمر الله تعالى بحفظ الأيمان(واحفظوا أيمانكم ) .المائدة. وقال صلى الله عليه و سلم في الحديث ( انه من الذين لا يزكيهم الله وله عذاب اليم رجل جعل الله بضاعته لا يشترى إلا بيمينه . ولا يبيع إلا بيمينه ) رواه الطبرانى .
10-ولما كان مما اختص الله به نفسه التحكم و التصرف في مقادير العباد كان الدعاء لله وحده لا شريك له والتذلل إليه والخضوع إليه في الدعاء مفتاح لخير الدنيا و الأخرة فان لهذا فان لهذا الدعاء آداب يجب أن يتأدب بها العبد مع ربه ومنها. بداية الدعاء بالثناء عز وجل بما هو أهله وذكر نعمته عليك وحمده عليها والرهب منه والرغب إليه سبحانه وتعالى ودعائه دعاء المطر الذي لا ملجا ء ولا منجا له إلا بالله سبحانه وتعالى وإلا يقول بعض الكلمات التي نهى الرسول عن ذكرها في الدعاء حيث قال صلى الله عليه و سلم ( لا يقول أحدكم . الهم اغفر لي إن شئت .الهم ارحمني إن شئت )رواه مسلم
11-إن يكون العبد مخلص لله في أعماله وأقواله مستعينا به في حوائجه راضيا بعطائه محب له ولرسوله وشرعه الذي شرعه للناس ليكونوا على صراط مستقيم وان يملئ هذا الحب قلبه ويفوق كل ما سواه وقد أمر الله بهذا حذر من أن يكون في قلب العبد شئ احب من الله ورسوله حيث قال عز وجل {قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم و عشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أ حب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره .والله لا يهدي القوم الفاسقين} التوبة.
12_و من الخلق مع الله تعظيم شرع الله عز وجل ويتمثل في أنك لا ترد آية ولا حديث ولا تعترض علي أمر من أمور الشريعة وأن تطيع أوامر الله عز وجل وتنتهي عن نواهيه ولا تحاول أنت تؤل الآيه والحديث بما يراه هواك كنوع من التحايل على الشرع وهذا يتلخص
فى قول الله تعالى( وما كان لمؤمن ولا مؤمنه إذا قضى الله ورسوله امرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) . الاحزاب
13-الإكثار من النوافل لأنها تجاب محبة الله عز وجل حيث أخبر الرسول الكريم عن ربه في الحديث القدسي { ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه } والمدامه عليها وإن قلت حيث أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم {أحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قلت} .
14_وعليك أخي المسلم أن تراقب أحوالك مع الله عز وجل في كل وقت وحين وألا يغيب عنك ذكر الله لأنه حصنك الحصين ومن كل شر وفي كل وقت وحين ..وأعلم أن لحب الله لك آيه وضحها الله عز وجل و وضحها الرسو ل صلي الله عليه وسلم وهي العكوف علي الطاعة وترك المعصية وكثرة الجهد والشكر لله علي نعمه والرضى بما قسمه الله والصبر علي البلاء والثبوت في الضراء وإن أراد الله بك خير يفقهك في دينه كما أخبر الرسول صلي الله عليه وسلم وتكون داعيا لتوحيد الله حتى تلقى الله وأنت لم تبدل تبديلا كما قال الله عز وجل {و من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}. الأحزاب .
*********************
وفي محاضرة الشيخ المنجد في محبة الله قال :
المحبة في اللغة:
من الحب . قيل المحبة أصلها الصفاء لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها حبب الأسنان ، وقيل إنها مأخوذة من الحباب الذي يعلو الماء عند المطر الشديد فعلى هذا المحبة غليان القلب عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب، وقيل المحبة مشتقة من اللزوم والثبات ومنه أحب البعير إذا برك.
حلّت عليه بالفلاة ضربة * * * ضرب بعير السوء إذا أحبَّ
أي إذا أقام في المقام ولزمه فكأن المحب قد لزم قلبه محبوبه فلم يرم عنه انتقالاً، وقيل بل المحبة مأخوذة من القلق والاضطراب ومنه سمي القرط حباً لقلقه في الأذن واضطرابه كما قال
الشاعر:
تبيت الحية النضناض منه * * * مكان الحب تستمع السرار
وقيل مأخوذة من الحب جمع حبة وهو لباب الشيء وخالصه وأصله فإن الحب أصل النبات والشجر وقيل بل مأخوذة من الحِب الذي هو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ به بحيث لا يسع غيره وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه. وقيل مأخوذة من حبة القلب وهي سويداءه ويقال ثمرته فسميت المحبة بذلك لوصولها إلى حبة القلب.
وأياً ما كان فإن هذه الصفات تجتمع في المحب وتكون مما يشعر به، و محبة الله هي التي نتحدث عنها وهي أمر هائل جسيم وفضل غامر جزيل لا يقدر على إدراك قيمته إلا من عرف الله بصفاته كما وصف نفسه .
علامات محبة الله تعالى للعبد:
العلامات التي إذا وجدت في العبد أو أحس بها تدل على أن الله يحبه..
1- حسن التدبير له فيربيه من الطفولة على أحسن نظام ويكتب الإيمان في قلبه وينور له عقله فيجتبيه لمحبته ويستخلصه لعبادته فيشغل لسانه بذكره وجوارحه بطاعته ، فيتبع كل ما يقربه إلى محبوبه و هو الله عز وجل ويجعله الله نافراً من كل ما يباعد بينه وبينه ثم يتولى هذا العبد الذي يحبه بتيسير أموره من غير ذلّ للخلق فييسر أموره من غير إذلال، ويسدد ظاهره وباطنه، ويجعل همه هماً واحداً بحيث تشغله محبته عن كل شيء.
2- الرفق بالعبد والمراد اللين واللطف والأخذ بالأسهل وحسن الصنيع.
3- القبول في الأرض والمراد قبول القلوب لهذا العبد الذي يحبه الرب والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه كما جاء في حديث أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبّه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل عليه السلام إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فيبغضوه ثم توضع له البغضاء في الأرض} رواه البخاري ومسلم.
4- الابتلاء، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحبّ قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط} فيبتليهم بأنواع البلاء حتى يمحصهم من الذنوب ، ويفرغ قلبوهم من الشغل بالدنيا غيرة منه عليهم ، فالله يغار ومن صفاته الغيرة ، يغار أن يشتغل العبد الذي يحبه بغيره فلا يريد أن يشتغل بالدنيا فيبتليه ويتلذذ العبد بالبلاء ويصبر ولا يجد وقتاً وإمكاناً للاشتغال بالدنيا التي تصرفه عن الله فلا يقع العبد فيما يضره في الآخرة، ويبتليه بضنك من المعيشة أو كدر من الدنيا أو تسليط أهلها ليشهد صدقه معه في المجاهدة ، قال تعالى: { ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم }.
وهذا الابتلاء على حسب قدر الإيمان ومحبة الله للعبد كما قال سعد بن أبي وقاص : يارسول الله أي الناس أشد بلاء؟قال: { الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة< رواه الترمذي وقال الألباني حسن صحيح.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فوضعت يدي عليه فوجدت حره بين يدي – وجد الحر فوق اللحاف- فقلت يارسول الله ما أشدها عليك، قال : {إنا كذلك يضعّف لنا البلاء ويضعّف لنا الأجر}، قلت يارسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: {الأنبياء } قلت يارسول الله ثم من؟ قال: {الصالحون، إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحوّيها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء}أخرجه ابن ماجة وصححه الألباني.
5- الموت على عمل صالح، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : {إذا أحب الله عبداً عسّله قالوا وما عسّله؟ قال : يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضى عنه جيرانه أو من حوله. رواه أحمد وابن حبان