سوسو
عدد المساهمات : 481 التميز : 5 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: اضمنوا لى ستا من انفسكم اضمن لكم الجنه الخميس يناير 07, 2010 11:24 am | |
| اضمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنه
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله ومن والاه أما بعد :
روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال « اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم » انظر السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله رقم ( 1470) .
إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء
« اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة »
ستاً من الأعمال ما أيسرها ، وأموراً من أ بواب الخير ما أخفها وأسهلها ، من قام بها في حياته ، وحافظ عليها إلي مماته ، فالجنة له مضمونة ، وسبيله إليها مؤكدة مأمونة
{ وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } [ ق : 31-35 ]
فأما الخصلة الأولى· من هذه الخصال فهي :
الصدق في الحديث ،
فالمؤمن صادق في حديثه ، لا يعرف الكذب إليه سبيلا ، ولا يزال محافظا على الصدق في حياته إلي أن يفضي به صدقه إلي الجنة ، وفي الحديث « عليكم بالصدق ، فإن الصدق في يهدي إلي البر، والبر يهدي إلي الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ». رواه مسلم .
وأما الخصلة الثانية فهي·
الوفاء بالوعد والالتزام بالعهد ،
وهي سمة من سمات المؤمنين ، وعلامة من علامات المتقين ، فهم لا يعرفون خلفاً في الوعود ولا نقضاً للعهود , والوفاء صفة أساسية في بنية المجتمع المسلم , حيث تشمل سائر المعاملات , فالمعاملات كلها والعلاقات الاجتماعية والوعود والعهود تتوقف على الوفاء , فإذا أنعدم الوفاء انعدمت الثقة وساء التعامل وساد التنافر .
وأما الخصلة· الثالثة فهي
أداء الأمانة ,
وهي من أعظم الصفات الخلقية التي مدح الله أهلها وأثنى على القائمين بها , وهي من كمال إيمان المرء وحسن إسلامه , وبالأمانة يحفظ الدين والأعراض والأموال والأجسام والأرواح والعلوم وغير ذلك , وفي الحديث « المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم » رواه أحمد . وإذا سادت الأمانة في المجتمع عظم تماسكه , وقوي ترابطه, وعم فيه الخير والبركة .
وأما الخصلة الرابعة· فهي
حفظ الفروج ,
أي : من أن تفعل الحرام أو تقع في الباطل { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } [المؤمنون : 5-7 ] . وفي حفظ الفروج حفظ للنسل , ومحافظة على الأنساب , وطهارة للمجتمع , وسلامة من الآفات والأمراض .
الخصلة· الخامسة من هذه الخصال العظيمة هي
غض البصر
أي من النظر إلي الحرام , والله يقول
{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن } الآية [ النور : 30 ,31 ] .
وغض البصر له فوائده عظيمة , فهو يورث العبد حلاوة الإيمان ونور الفؤاد ,وقوة القلب , وزكاء النفس وصلاحها , وفيه وقاية من التطلع للحرام والتشوف للباطل .
وأما الخصلة السادسة فهي·
كف الأيدي ,
أي عن إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم أو التعرض لهم بسوء , والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع , وهو دليل علي سوء الأخلاق وانحطاط الآداب , وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس دل ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيب معاملته , وحظي بعظيم موعود الله في ذلك , فكيف إذا سما خلق الإنسان وعظم أدبه ولم يكتف بذلك , حتى أماط الأذى عن سبيل المؤمنين وجادتهم , روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : « مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال: والله لأنحيّن هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة » رواه مسلم .
فهذه أبواب الجنة مشرعة , ومنارتها ظاهرة , وسبيلها ميسرة , فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر لأنفسنا من الخير قبل الممات .أعاننا الله جميعاً على القيام بذلك, ووفقنا لكل الخير , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين شرح حديث اضمنوا لي ستا للشيخ عبد الرزاق العباد البدر - حفظه الله
| |
|