نور الهدى Admin
رقم العضويه : 48369 عدد المساهمات : 395 التميز : 0 تاريخ التسجيل : 07/10/2009 العمر : 36 الموقع : نور تعاليق : اللهم انصر الاسلام والمسلمين
| موضوع: صانع تاريخ امه الجمعة مارس 05, 2010 9:08 am | |
| ( بسم الله الرحمن الرحيم )
نصلي ونسلم على رسول الملِك العلام..حامِل ألوية العدلِ والسّلام.. مُخرج البشريّة بإذن ربِّها من دياجير الظلام..ومستنقعات الأرجاس والآثام.. إلى أنوار التوحيدِ والوئام..ونعيم الصلاح والإيمان..وحياة العدل والسلام.. فصلوات الله وسلامه ما ذرَّ شارق..ولمع بارق.. على صاحِبُ المقامِ المحمود..واللِّواء المعقود..والحَوض المورود. أرحم الخلق بالخلق..وأمَنّ النّاس على كلِّ مسلم ومسلمة..وأحقُّهم بالتوقير والمحَبّة.
صانع تاريخ أمة.. هي هذه الأمة .. المترامية أطرافها.. الضاربةُ في الأرض بأطنابها...
أمـــــــــــــــةٌ..
أُرسيت في طيبة الطيبة دعائمها.. وأُعليت هناك منائرها..ووضحت معالمها.
أمـــــــــــةٌ..
انطلقت بإذن باريها من قريات الجزيرة...لتبلغ قارات المعمورة . خرجت من دار الأرقم بن أبي الأرقم..لتدخل كل بيت من حجر أو مدر..
بعقيــــــــــــــــدةٍ..
غُرست في قلوب أعراب الصحراء..وأثمرت في جوارح الترك والعجم. فهدت الضال..وأرشدت التائه..ودلت الحائر نصرت المظلوم..وأعزت الذليل..وأمنّت الخائف.. أغنت الفقراء..وعلّمت الجهلاء..وأكرمت الأتقياء.. إنها أمّتُنا الإسلاميّةُ العتيدة.. التي شدَّت ركابها شطرَ المجد والعلياء،وتسنَّمت قِمَم السؤدَدِ والإباء قادت الإنسانيّةَ إلى مرابِع الحضارة والمدنيّة:بنور الإيمان الساطع..وعلم الوحي النافع.. وأنقذت البشرية من مهالك التأخر والرجعية:بقوة التوحيد الغالبة..ووحدة الإسلام الجامعة.. حينما استعصَمَت بالوحيَين الشريفين، واستمسَكت بالهديَين النيِّرين،،،،
أمــــــــــــــــــةٌ..
أمرها غريب،وشأنها عجيب.. بدأت مسيرتها ببعثة النبي الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام..ثم تبعه امرأة وصبي وغلام. فما برحت أن امتدت امتداد النور في العسيم،والنار في الهشيم.. فصار أبنائها سادة الدنيا،وملوك الأرض...وشطر أهل الجنان،وأول من يهز حلق أبوابها،،،،
أمـــــــــــــــــــةٌ...
بدأ تأريخ عزها ورفعتها باليوم الذي قال الله فيه(( إلا تنصروه فقد نصره الله) أتدرون متى كان ذلك..؟ (إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار)وذلك حينما بلغَ منه أذى قريش مبلغه. حاربوه..فآذوه..حاصروه.. عذبوا أصحابه..ضيقوا على أتباعه.. حتى ادلهمت به الخطوب،وأحاطت به الكروب..وضاقت به السبل..وغُلقت أمامه الأبواب منعوه من إقامة شرع الله..على أحب أرض الله إلى الله. وسعوا بكل وسيلة لإطفاء نور الله... ووأد دعوته.. وقتل رسالته...وطمس عقيدته وتآمروا.. لقتلَ من كادت نفسه أن تذهب حسرات لإحيائِهم.. بعد أن أمضى بضع عشرة عاماُ وهو ينصح لهم.. إنّها خطّةُ اغتيالٍ أثيمةٍ...ومحاولةٌ جادّةٌ لخنقِ الدعوةِ الإسلاميّةِ... لكن هيهات...هيهات زعمت سخينة أن ستغلب ربها***وليغلبن مغالب الغلاب
حينئذٍ أذن له ربه بالهجرة..لينصره..ويعزه..ويتم عليه نعمته... جاء ذلك اليوم الذي أراد الله أن يتغير فيه مجرى التاريخ،ويتبدل شأن العالم.. فكان يوم الهجرة من أيام الله التي أمر الله بالتذكير بها حين قال ( وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ )... حتى أن فاروق الإسلام الملهم عمر رضي الله عنه اختاره ليكون بداية لتأريخ المسلمين.. تعريفاً بمبتداه وتخليداً لذكراه وتجديداً لفحواه.. يوم.. أُخرج فيه محمد صلى الله عليه وسلم من أرضه ومن بين أهله وأطفاله،وشرّد من بلده وداره.. يوم.. عصمه اللهُ من الاغتيال،وحفظ دعوته من الإجهازِ والإجهاض،وحمى الحقَ من أن يتدنّسَ بأوضارِ الباطلِ البئيس يوم.. أمر اللهُ رسوله صلى الله عليه وسلم أن يترك فيه مرابع الطفولة،ويغادر مراتع الصبا..لنصرة الحق وتحقيق التوحيد .. هاجر وهو يحمل الثقة واليقين بالنصر والتمكين،والاعتزاز بمعية رب العالمين (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إنّ الله معنا)
إنّــــــــــــها..
قصّةُ المبادئِ عندما تنتصرُ على المهازلِ.. قصة التضحية حين تصاغ عملاً .. فلا عليكَ يا محمّدُ.. إنّكَ في رعايةِ اللهِ وحفظهِ.. يحرسك بعينه التي لا تنام.. ويحفظك بركنه الذي لايضام.. يريدونَ قتلكَ، وأنت تريدُ حياتَهم.. أنتَ تريدُ الخير والرشاد...وهم يريدونَ الظلم والاستبداد. هم معهمُ السيوفُ الصارمةُ..ومعكَ القرآنُ.. مستشارهم إبليسُ الرجيم.. ومعك الرحمنُ الرحيم .. ..
(( فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ))
فلتهاجر رغماً عن جمعهم،ولتخرج محفوظاً من بينهم.. اشهدْ يا تاريخُ، وسجّلْ يا زمنُ!! هذه اللحظة الحاسمة.. ياطــــريدا مــلأ الدنيا اســــمه*وغدا لحنا على كل الشفاه وغــــدت ســيرتـه أنشــــودة*يـتـلقــاها رواة عـــن رواه ليت شعري هل درى من طارد*عابدوا اللأت واتباع مـنـاه هـــل درت مــن طاردت أمةٌ *هبلٌ معبودها شاهة وشــاه طـاردت في الـبيد من بوأهـا *منزلاً لايبلغ النجم مـــداه
نجاه الله من الموتِ الذي أدركه عند فتحة الغار..كما نجاه منه عندما أحاط به أمام باب بيته.. ينجو من القتل... لأنَّ اللهَ عاصمهُ من أعدائهِ.. وهو القائل (والله يعصمك من الناس)..وقد فعل.
نجاه الله.. ليصنع هذا التأريخ المشرق.. ويضيء ذلك الظلام الدامس.. ويبني هذا الصرح الشامخ.. ويسعد هذا العالم بأسره.. وينشيء هذه الأمة الخالدة.. فصلوات الله وسلامه عليه..
فضيلة الشيخ / حميدان بن عجيل الجهني ـ حفظه الله ـ | |
|