نور الهدى Admin
رقم العضويه : 48369 عدد المساهمات : 395 التميز : 0 تاريخ التسجيل : 07/10/2009 العمر : 36 الموقع : نور تعاليق : اللهم انصر الاسلام والمسلمين
| موضوع: اين نحن من القران الكريم؟ الأربعاء مارس 17, 2010 11:25 am | |
| أين نحن من القرآن
الكريم ؟
________________________________________ إن القلوب لتصدأ ،وإن النفوس لتضعف ،والمعركة مستمرة بيننا وبين هوى النفس والشيطان ،هذه المعركة يتوقف عليها مصيرنا إما سعادة أو شقاء إلى أبد الآباد ، ولن نجد لنا في هذه المعركة عتاداً أفضل من كلام الله عز وجل .
قال تعالى : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }الزمر 23 ، قال الإمام الطبري رحمه الله: "إني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله فكيف يلتذ بقراءته؟".
ولكن كيف نتأثر بالقرآن؟ كيف تكون علاقتنا مع القرآن ؟ أين نحن من القرآن ؟
لابد لنا إذا أردنا أن نتأثر بالقرآن أن نخلص لله في قراءته والتوبة إليه والابتعاد عن المعاصي مع حضور القلب وتدبر معاني القرآن قال تعالى {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} سورة محمد24 ،قال الميداني: التدبر هو التفكر الشامل الواصل إلى أواخر دلالات الكلام ومراميه البعيدة ، وعلينا قراءة سيرة المصطفىr ، وكيف كان يقرأ ويتدبر القرآن حيث قام ليلة كاملة كما ثبت عنه في سنن النسائي يقرأ آية واحدة { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}المائدة118 ، أما عن سِيَرعن الصحابة فهذا أسيد بن حضير t بينما هو يقرأ القرآن وفرسه مربوطة عنده ـ إذ جالت الفرس فسكت فسكنت فقرأ فجالت الفرس فسكت فسكنت ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها ـ فأشفق أن تصيبه فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا ابن حضير قال: قد أشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي وانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ما ذاك؟ قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم رواه البخاري ، وهذا سفيان الثوري قام ليلة كاملة يقرأ {ألهاكم التكاثر}يكررها ويتدبرها وينظر في معانيها ويعيش معها ليلة كاملة ،فيجب علينا إذا قرأنا آية أو كلمةً لم نفهم معناها يجب علينا أن نَبحث عنها في كُتب التفسير ، وأن نجعل للقرآن وقتاً مخصصا، فلا تكون قراءة القرآن في وقت الفراغ أو في أوقات الانتظار ، قال عثمان وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهما " والله لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا؟ " كذلك علينا أن نقرأه القراءة الصحيحة،بالترتيل وأحكام التجويد، وأن نقرأه على شيخ متقن، ثم علينا التأثر بآيات القرآن بأن تتفاعل قلوبنا مع كل آية فعندما نقرأ آيات فيها تسبيح نسبح، وآيات فيها سجده نسجد آيات فيها التهديد والوعيد والنار يجب أن نستعيذ بالله من النار ونبكي فإذا لم نستطيع البكاء فنتباكى ( اللهم إنا نعوذ بك من عين لا تدمع وقلب لا يخشع ) وكذلك عندما نأتي على آيات الاستبشار والوعد بالجنة وبوصف الجنة يجب أن نشعر بالفرح و ندعو الله أن نكون من أهل الجنة ، وعند ذكر الله وأسمائه وصفاته جل جلاله نشعر بالعظمة والخشوع {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ... }الحديد 16 ،وكذلك علينا أن نستشعر صفات الله الجمالية ونطبقها في حياتنا فالله كريم يحب العبد الكريم ، ودود يحب الودود، رحيم يحب الرحيم ،غفور يحب الغفور ،شكور يحب الشكور، أما الصفات الجلالية كالعزة والعظمة والقوة والكبرياء وغيرها فهي لله وحده ، أما إذا وصلنا لآية تدل على الصبر والثبات ونحن في ابتلاء وضيق و رددناها كثيرا عندها سنجد أثرها في قلوبنا وسنشعر براحة لم نجدها من قبل ، كذلك الآيات التي تتكلم عن معارك النبي r ودعوته يجب أن نتعايش معها وكأننا مع النبيr ، ولما نقرأ الآيات التي تحث على الإنفاق ننفق، قال عبد الله بن مسعود t : إذا سمعت ( يا أيها الذين آمنوا ) فأرعِها سمعك فإما خير يدلّك الله عليه وإما شر ينهاك الله تبارك وتعالى عنه.
كما ينبغي التركيز مع القرآن وأن نرتل القراءة ، فلا نقرأ القرآن وقلوبنا لاهية عنه ،فالتهيئة الذهنية والقلبية مهمةٌ جداً ،وعلينا أن نتغنى بالقرآن قال:ليس منّا من لم يتغنَ بالقرآن) رواه أبو داود، فكان نبي الله داود شجي الصوت بالقراءة، وكان النبي يقول بحق أبي موسى الأشعري( لقد أوتي مزماراً من مزامير آل داود) رواه مسلم، وذلك لحسن صوته وقال ( زينوا القرآن بأصواتكم) رواه أبو داود ، ويستحسن قراءة القرآن في الليل في الصلاة وفي غيرها حيث السكون وبعد القلب عن أشغال الدنيا ، ويجب علينا أن نحترم المصحف فلا نضعه على الأرض، ولا نضع فوقه شيء، ولا يقذف من شخص لآخر، ولا يمسه إلا من هو طاهر، مستاك ، مستقبل القبلة مع اختيار المكان المناسب مثل المسجد أو أي مكان مناسب آخر ، ولا ينبغي علينا قطع قراءة القـرآن بكلام لا فائدة فيه.
أما فضائـل القـرآن الكريم فهي كثيرة : فالقرآن طريقنا إلى محبة الله : قال ( من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف ) رواه البهيقي، بالقرآن ننال الحفظ والرعاية قال النبي (ما من عبد يقرأ سورةً من كتاب الله إلا وكل الله به ملكا ، لا يضره شيء حتى يَهُبَ متى يَهُبُ )رواه البهيقي ، إذا كنت تحب التميز فتعلم القرآن وعلمه ، عن عثمان بن عفان t قال قال رسول الله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)رواه البخاري، ألا نحب أن تكون لنا العزة في زمن الذل قال ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكلام أقواماً ويضع به آخرين( رواه مسلم، ألا نحب الحسنات ؟ قال رَسُولُ اللَّهِ في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود قَالَ: ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لا أَقُولُ ( الم ) حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ) رواه الترمذي ، وعن أبي ذر:قال قال رسول الله( عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء ) رواه ابن حبان ، كما أن كثيراً من الناس يأمنون على حياتهم ضد الأخطار الدنيوية وينسون أن يؤَمنوا على حياتهم ضد أخطار يوم القيامة حيث يفر المرء من أخيه ،وسط هذا الموقف الصعب يأتي القرآن، قال: من حديث النواس بن سمعان يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران، كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما) صحيح مسلم، وقال: في الحديث الذي رواه أبو داود (يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ ها )رواه الترمذي ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفظ عشر آياتٍ من أول سورة الكهف، عصم من الدجال. وفي رواية: من آخر سورة الكهف) رواهما مسلم. كما أن حافظ القرآن هو الأولى بإمامة الناس بالصلاة ولو كان صغيراً ،وحافظ القرآن يقدم على غيره في القبر والقرآن ينجيه من فتنة وعذاب القبر ،وهو حجيجه يوم القيامة ،والقرآن يقود صاحبه إلى أعلى الجنان
وفي الختام لا ننسى الحديث الذي رواه أبو موسى حيث قال: قال النبي ( تعاهدوا القرآن ، فو الذي نفس محمد بيده ، لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها ) رواه البخاري ، اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همنا وغمنا ، اللهم ذكرنا من القرآن ما نُسينا وعلمنا منه ما جهلنا وارزقنا حفظه وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا برحمتك يا أرحم الراحمين ........... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته منقول.
| |
|