الخنازير في سورية منذ 12 عام!
تحول الجواب الذي كنا نتوقع الحصول عليه من وزارة الصحة، عن كيفية وجود لقاحين متداولين في الأسواق الطبية السورية الأول فرنسي والثاني سويسري للوقاية والعلاج لا من إنفلونزا البشر فقط بل ومن إنفلونزا الخنازير(h1n1 )أيضاً، تحول إلى سؤال، والسؤال إلى استغراب سجلته الدكتورة ميسون نصري معاونة وزير الصحة لشؤون الدواء لحظة مشاهدة مظروف الدواء وقراءة الاستطبابات الخاصة به التي تشير إلى أن تركيبة العقارين المذكرين تحتوي على نسبة معينة من الـ ((h1n1.
أما الاستغراب الثاني الذي قامت د.نصري بتسجيله خلال زيارتنا لها فقد جاء بعد سماعها تأكيدات العاملين في مكتبها عن قيام وزارتها باستيراد أحد هذين العقارين منذ عام 1997 إلى سوريا عن طريق مؤسسة التجارة الخارجية (فارمكس).
المصدر الطبي الذي كشف وجود العقار في العيادات الطبية السورية منذ عام 1997، أرجع سبب هذه الضجة الإعلامية العالمية إلى لعبة المصالح الدولية التي تمسك بخيوطها وتحركها كما يحلو لها كبريات شركات الدواء (المافيات)، لغايات استغلالية ابتزازية قائمة على الربحية الوبائية، التي نزعت مؤخراً وبشكل مؤقت قناع أنفلونزا الطيور وجنون البقر وارتدت عباءة السلالة المرضية الجديدة التي لا يزال ترياقها في طور التجارب النهائية داخل مخابر تلك الشركات، التي نجحت في عقد صفقات بمئات المليارات من الدولارات مع دول الصف الأول (الأوروبية والأمريكية)، أما أصحاب المركز الثاني والثالث.. فعليهم الوقوف في طابور الانتظار لحين وصول الدور إلى شعوبهم.
وأضاف مصدرنا الطبي أن وجود هذا اللقاح في أسواقنا المحلية طيلة السنوات الـ 12الماضية، دون أن تسجل الجهات الرقابية ـ الوقائية الدوائية الحكومية أي تحرك خلال حملاتها الإرشادية المستمرة، باتجاه التحقق من فاعلية هذه المستحضرات الطبية التي تم إعطاؤها لأكثر من 50 ألف مواطن، ولا حتى اختباره على حالات الإصابة بإنفلونزا الخنازير التي تم تسجيلها في سورية.
وفي سياق متصل علمت الخبر أن محاولات واتصالات وزارة الصحة مع الشركات المنتجة من جهة ومنظمة الصحة العالمية من جهة أخرى، مستمرة لتأمين كميات كافية من هذه اللقاحات قبل نهاية العام الحالي.