مفهوم الخشوع**
ورد في تفسير ابن كثير أن الخشوع هو "السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته".
والخشوع الحق يطلق عليه الإمام ابن القيم ( خشوع الإيمان) ويعرفه بأنه ( خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء ، فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء ، وشهود نعم الله وجناياته هو فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح)، ويقول عن خشوع النفاق:
(أما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعاً وتكلفا والقلب غير خاشع ) .
رأى بعضهم رجلاً خاشع المنكبين والبدن فقال : يا فلان ، الخشوع هاهنا وأشار إلى صدره ، لا هاهنا
وأشار إلى منكبيه.
قال الفضيل بن عياض : "كان يُكره أن يُرى الرجل من الخشوع أكثر من قلبه ".
**أهمية الخشوع **
للخشوع أهمية وفضل كبير ، وسأكتفي بذكر ثلاث نقاط في هذا الجانب:
1- كونه من أهم أسباب قبول الصلاة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن العبد لينصرف من صلاته ، ولم يكتب له منها إلا نصفها ، إلا ثلثها ، إلا ربعها ، إلا خمسها ، إلا سدسها ، إلا سبعها ، إلا ثمنها ، إلا تسعها ، إلا عشرها ".
2- يسهل فعل الصلاة ويحببها للنفس ، قال تعالى : " وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين"
3- أنه من أهم أسباب الرحمة والمغفرة، قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يُقبل عليهما بقلبه ووجهه غفر له ما تقدم من ذنبه "
ومن وجهة نظري الشخصية أن الخشوع في الصلاة ليس خوفاً فقط ، وإنما يصاحبه لذة ومتعة ، وقد عبر عنها ابن تيمية _ رحمه الله_ بقوله إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، وهذه اللذة كما يقول ابن القيم _ رحمه الله _ تقوى بقوة المحبة وتضعف بضعفها . "
انتهى كلامه